غزة .. كابوس إسرائيل المستمر من بن جوريون إلى أولمرت
غزة لن تركع أمام إسرائيل
غزة لن تركع أمام إسرائيل
غزة .. الكابوس الحقيقى الصامد أمام إسرائيل منذ أكثر من نصف قرن، وهو الكابوس نفسه الذى جعل الرئيس الإسرائيلى ديفيد بن جوريون يخشى من اجتياحها فى عام 1948، وجعله يتنازل عن احتلالها فى ذلك الوقت خوفاً من تكبد الجيش الإسرائيلى الخسائر بها. وأيضاً هى الكابوس الذى جعل إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق يقترح التخلص من قطاع غزة المطل على البحر، بقوله "يجب أن نتخلص من قطاع غزة برميه فى البحر".
كم المشاكل التى خلفتها غزة لإسرائيل منذ أكثر منذ 50 عاماً، جعلت حتى المواطنين الإسرائيليين عندما يريدون أن يقولوا لشخص "اذهب إلى الجحيم"، فيقولون بالعبرية "ليخ لغزة" أى "اذهب إلى غزة"، ومن هنا يتضح أن غزة مثلت كابوساً ومستنقعاً حقيقياً أمام إسرائيل، الذى جعلها غرورها الأحمق تقرر اجتياحه برياً مرة أخرى بدءاً من السبت الماضى، ليتكبد الجيش الإسرائيلى خسائر بين صفوف جنوده، توقع معظم الخبراء العسكريين ازدياد هذه الخسائر فى الأيام القادمة.
غزة ناصرية
خبير شئون الصراع الفلسطينى _ الإسرائيلى دانى روبنشتاين، يؤكد أن "غزة تأثرت منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر بروح المقاومة التى تبناها ضد إسرائيل الصهيونية التى احتلت الأراضى الفلسطينية والأراضى العربية، وهى الروح التى دفعت أهالى غزة إلى رفع المقاومة المستميتة ضد إسرائيل، وجعل الفدائيين ينفذون عمليات انتحارية ضدها تسببت فى مقتل الكثير من المدنيين، موضحاً أن استمرار عمليات المقاومة ترتب عليه قيام إسرائيل بغزو قطاع غزة للمرة الأولى فى عام 1956، بموافقة كل من فرنسا وبريطانيا.
احتلال إسرائيل لغزة استمر حوالى عام من 1956 إلى 1957، وكانت نتيجة هذا الغزو اتساع الهوة الاجتماعية والاقتصادية بين فلسطينى قطاع غزة المحاصر وبين فلسطينى الضفة الغربية، وأيضاً ازدياد حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد إسرائيل المحتلة للقطاع، وهو الأمر الذى جعل إسرائيل تقرر إعادة احتلال قطاع غزة بشكل كامل فى عام 1967، لتتخلص نهائياً من آثار المقاومة الفلسطينية ضدها عن طريق إبقاء احتلالها لغزة لأكثر من 40 عاماً.
خطة بيجن
إسرائيل تعمدت خلال احتلالها لقطاع غزة فى عامى 1970 و1971، توجيه ضربات موجعة وقاضية لفصائل المقاومة الفلسطينية التى تناضل ضدها، وكان ذلك على يد الجنرال إرييل شارون قائد منطقة الجنوب العسكرية آنذاك، وعلى الرغم من تسبب هذه الضربات فى التخفيف من وطأة عمليات المقاومة مما جعل مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، يفكر فى إنشاء مستوطنات إسرائيلية فيها، وهذا ما حدث بالفعل، ولكن لم يدرك بيجن وقتها أن مسألة اللاجئين الفلسطينيين ستتحول فيما بعد إلى كابوس لإسرائيل سيجعلها تتنازل عن احتلالها للقطاع فى أواخر التسعينيات، بسبب اندلاع الانتفاضة الأولى فى ديسمبر 1987 فى مخيم جباليا للاجئين.
بعد توقيع اتفاقات أوسلو فى عام 1993 وعودة ياسر عرفات إلى قطاع غزة، وبسبب اندلاع الانتفاضة الثانية فى سبتمبر 2000، والبدء بعدها فى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مدن إسرائيل. كل هذا جعل إرييل شارون رئيس الوزراء فى ذلك الحين يأمر بانسحاب الجيش الإسرائيلى من القطاع وإجلاء نحو 8 آلاف مستوطن إسرائيلى سمحت لهم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام بالإقامة فيه 1967.
وفى يونيو 2007 أرغمت حركة حماس أجهزة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبومازن، إلى التخلى عن السلطة فى غزة فاتحة الباب أمام مواجهة مباشرة بالصواريخ مع إسرائيل، أعطت لإسرائيل مبرراً قوياً لاجتياح غزة فى هذه الأيام بذريعة القضاء على حركة حماس التى تمثل مصدر إطلاق الصواريخ.
No comments:
Post a Comment