مغامر أمريكي يستأجر جنوب السودان من أمير حرب

نشر الكاتبان خافيير بلاس ووليم واليس في صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا مثيرا ، حول صفقة تأجير جنوب السودان ..

جاء التقرير علي النحو التالي :

قال فيليبي هيلبيرغ Philippi Heilberg، المصرفي السابق في بورصة وول ستريت ورئيس شركة جارتش كابيتال Jarch Capital التي يوجد مقرها في نيويورك، لصحيفة فاينانشيال تايمز بأنه حصل على حقوق استئجار 400 ألف فدان من الأرض ‐ وهي مساحة بحجم مدينة دبي ‐ عبر حصوله على حصة أغلبية في شركة يشرف عليها ابن باولينو ماتيب Paulino Matip.



وتعتبر هذه الصفقة التي أبرمت بين الشركة المنتسبة لهيلبيرغ ـ Heilberg في فيرجين آيلاندز وبين جابرييل ماتيب، مثالاً حياً يوضح كيف أن الارتفاع الشديد الذي شهدته أسعار السلع الغذائية شجع المستثمرين الأجانب والحكومات، على التدافع لتملك الأراضي الزراعية في قارة إفريقيا، حتى في الأجزاء النائية منها.

وفي مقابل الاتفاقيات الخاصة بالأراضي بين المستثمرين والحكومات، يراهن هليبيرغ Heilberg على استمرار سيطرة أحد أمراء الحرب، على منطقة عملت فيها المليشيات التابعة له في الحرب الأهلية التي كانت دائرة بين الخرطوم وجنوب السودان.

ومما قاله هيلبيرغ للصحيفة على الهاتف من نيويورك: عليك أن تذهب إلى البنادق، هذه إفريقيا. ولكنه رفض أن يذكر المبلغ الذي دفعه مقابل استئجار الأرض.

إن مجموعة جارتش مانجمنتJarch Management لها ارتباط بشركة جارتش كابيتال Jarch Capital ، وهي شركة استثمارية أمريكية يضم مجلس إدارتها موظفين سابقين من وزارة الخارجية، ووكالة الاستخبارات في الولايات المتحدة، ومنهم جوزيف ويلسون السفير السابق والخبير في الشؤون الإفريقية، ويعمل نائباً لرئيس مجلس الإدارة، ومنهم أيضا جوينث تود Gwyneth Todd الذي عمل في البنتاجون مستشاراً لشؤون شرق وشمال إفريقيا، كما عمل في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون.

يشار إلى القوانين التي تحكم ملكية الأرض في جنوب السودان ما زالت غامضة وينبغي أن يتم إيضاحها في قانون للأراضي يجري التخطيط لسنه. ولهذا السبب، أعرب بعض الخبراء الأجانب في الشأن السوداني ومسؤولون في حكومة جنوب السودان طلبوا عدم ذكر أسمائهم، عن شكهم في أن يتمكن هيلبيرغ من تأكيد وتثبيت حقوقه القانونية في تلك الأرض الواسعة.

وتعتبر هذه الصفقة ثاني أكبر صفقة من حيث الحجم، بعد اتفاقية الإيجار التي أبرمتها أخيرا شركة دايو الكورية الجنوبية، لاستئجار أرض مساحتها 1.3 مليون فدان من حكومة جزيرة مدغشقر.

إن هيلبيرغ لا يبالي بالأمر، فهو يعتقد أن عدة دول إفريقية من بينها السودان وربما أيضا نيجيريا، وإثيوبيا والصومال، قد تتعرض للتقسيم في السنوات القليلة المقبلة، وأن المخاطر السياسية والقانونية التي أقدم عليها سوف تعود عليه بمردود كبير.

وقال في هذا الصدد: إذا راهنت بشكل صحيح على تحول السيادة، فإنك تبدأ بداية سليمة، إنني أنظر إلى الخريطة باستمرار لأرى إن كانت هناك أية قيمة.

وأضاف أنه على اتصال بالمتمردين في إقليم دارفور الذي يقع غرب السودان، ومع المنشقين في إثيوبيا ومع حكومة أرض الصومال الانفصالية، وجهات أخرى.

تورطت الشركة في خلاف مع حكومة جنوب السودان، حول مطالبها المتعلقة بحقوق التنقيب عن النفط في الأرض المستأجرة.

وقال هيلبيرغ إن شركة جارتش Jarch ليس لديها خبرة في مشاريع التطوير الزراعية، ولكنها سوف تبحث عن شركاء لفلاحة الأرض التي تقع في أقاصي السودان، في منطقة على حدود "منابع" نهر النيل، ولكن لا توجد فيها طرق معبدة.
لقد حارب ماتيب إلى جانب طرفي النزاع في الحرب الأهلية الطويلة في السودان، ولكنه أصبح نائب قائد الجيش في منطقة جنوب السودان، التي تتمتع بحكم ذاتي بعد توقيع اتفاقية السلام بين الطرفين في عام 2005.

مغامر أمريكي يستأجر جنوب السودان من أمير حرب