الفنان التشكيلي جاكسون بولوك Jackson Pollock
لمشاهدة بعض اعماله ونبذة عنة بالفيديو
يعد "جاكسون بولوك" من أهم الفنانين التشكيليين الأمريكيين خلال القرن العشرين , اشتهر بابتداعه لتقنية " السّكب" كطريقة تهدف إلى تجسيد حركة الفنّان في إطار يتميّز ببعد علائقي متناغم بين جسد الفنان و الفضاء : سيرورة تجسّد نبضات الفنّان أثناء حركته في علاقته بالأثر الذّي يحتوي الشّكل.
ترتكز الأعمال الفنيّة ل"بولوك" أساسا على مفهوم " الحركة" فهي ليست بعدا ثانويّا في عمله بل و أساسه.
يعتبر" بولوك" أنّ " الذّي يحدثه في اللّوحة ليست صورة و إنما حركة", حركة إذا تتبّعنا تغييراتها في أعماله سنتبيّن طابعها القصدي و المنظّم فلا شيء وليد الصّدفة , و ذلك بالرّغم من قوله بأنّه" عندما يكون فوق اللّوحة , فإنني لا أكون واعيا بما أقوم به , بل إنني لا أتمكّن من معرفة ما قمت به إلا بعد مدّة من الزّمن.." لأنّه يحيلنا بذلك إلى انخراطه الكلّي في العمليّة التشكيليّة و ليس الى العفويّة و اللاّنظام, و لعلّ ذلك ما جعله يؤكد في العديد من المرّات على الطّابع القصدي لعمله بقوله" إنني أستطيع أن أتحكّم في حركاتي أثناء الرّسم , ليس هنالك مجال للصّدفة".
وفي هذا الإطار بيّنت الدّراسات الحديثة في العديد من العلوم و خاصّة في الرّياضيّات الطّابع القصدي و المنتظم في حركات " جاكسون بولوك", أهمّها دراسة قام بها العالم الفيزيائي المولع بالفنّ " ريشارلد تايلور" في نهاية التّسعينات , بيّن فيها وجود طابع نمطي متكرّر يقوم على بناء أساسه رياضي ( كسري) - - Fractale و يعني ذلك تشكيليّا بانّ الطّابع البنائي ل" بولوك " يتميّز بتوالد الأشكال وفق معادلات كسريّة هندسيّة تولّد الشّكل فتجزّأ المساحة لتقسّمها إلى أجزاء يكون كلّ جزء منها نسخة من المجموع. و يمكن مشاهدة هذا البناء النّمطي المتكرّر في العديد من الأشكال الطّبيعيّة كأوراق الأشجار أو الجبال...الخ. -
ولتقريب الصّورة أكثر يمكننا دراسة " منحنيات فون كوش" الذّي تناول طريقة تكوين قطعة صغيرة من الثّلج: بناء يتوالد فيه الشّكل من البسيط إلى المركّب, الذّي بدوره يحيلنا كلّ جزء منه إلى شكله الأوّلي.
مكّنت هذه الدّراسة الهامّة من دحض آراء العديد من النقّاد الذيّن لم يروا في عمل " بولوك" سوى مجرّد آثار لحركات عفويّة يمكن لأي إنسان القيام بها, بل و يبيّن الطابع الأستباقي " لبولوك" على المجال الرّياضي لأن علم الأشياء ذات الطّابع النمطي المتكرّر (Fractale) لم يظهر إلا في الستّينات بواسطة العالم الرّياضي " بينوا موندالبرو" الذّي تناول الأشكال الطبيعيّة بالدّراسة معتبرا بأنّها تبدوا عند رؤيتها عن بعد بأنها أشكال بسيطة قد نتبيّن منها النقطة و الخطّ و المستطيل و الدّائرة و المربّع ... وهو ما يمكن وصفه و دراسته من خلال الهندسة الاقليديّة , لكن عندما نلاحظ هذه الأشكال من قرب سنكتشف أنها ستصبح أكثر تعقيد فهي في الحقيقة متقطّعة و منكسرة الإحاطة, تكوّن بنى متفرّعة و متشعّبة وهو ما لا يمكن وصفه بواسطة الهندسة العاديّة.
فعندما نعود الى الهندسة الاقليديّة نلاحظ تقسيمها للأشكال الطّبيعية إلى أربعة: شكل غير مرئي يتميّز ببعد يساوي الصفر , أشكال تتميّز ببعد واحد مثل الخطّ ( طول دون عرض), ثمّ الأشكال الثّنائيّة الأبعاد و الثّلاثيّة الأبعاد, وهي تختلف في ذلك عن بعد هندسة الأشكال ذات الطّابع النمطي المتكرّر الذّي يمكّننا من الحصول على عدد يضبط درجة اللاّ انتظام و التجزؤ في نوعيّة من الأشكال المركّبة.
و في نفس هذا الأطار لم تتمكّن الشّركة القائمة على أعمال الفنّان ( بولوك- كرازنر) من التعرّف على أصليّة الأربعة و عشرين عمل فنّي التّي وقع اكتشافها سنة 2003 إلا من خلال هذا العلم الهندسي الذّي بيّن أنّ ستّة منها غير أصليّة الشيء الذّي دعّمت أبحاث العالم الفيزيائي " ريشارلد تايلور" التّي بيّنت أنّ أعمال "جاكسن بولوك" رغم تنوّعها حافظت على نفس التّركيبة النّمطيّة المتكرّرة.
انّ التّجربة التّشكيليّة ل"جاكسون بولوك" لا تنطلق من الفراغ بل و تقوم على نظرة خاصّة للعالم و للأشكال الموجودة فيه تجسّمت في مسار علائقي خاصّ لا يقوم على حركة عفويّة و إنما على فعل هادف و حركة مقصودة و أثر يحوي رؤية خاصّة للعالم
لمشاهدة بعض اعماله ونبذة عنة بالفيديو
يعد "جاكسون بولوك" من أهم الفنانين التشكيليين الأمريكيين خلال القرن العشرين , اشتهر بابتداعه لتقنية " السّكب" كطريقة تهدف إلى تجسيد حركة الفنّان في إطار يتميّز ببعد علائقي متناغم بين جسد الفنان و الفضاء : سيرورة تجسّد نبضات الفنّان أثناء حركته في علاقته بالأثر الذّي يحتوي الشّكل.
ترتكز الأعمال الفنيّة ل"بولوك" أساسا على مفهوم " الحركة" فهي ليست بعدا ثانويّا في عمله بل و أساسه.
يعتبر" بولوك" أنّ " الذّي يحدثه في اللّوحة ليست صورة و إنما حركة", حركة إذا تتبّعنا تغييراتها في أعماله سنتبيّن طابعها القصدي و المنظّم فلا شيء وليد الصّدفة , و ذلك بالرّغم من قوله بأنّه" عندما يكون فوق اللّوحة , فإنني لا أكون واعيا بما أقوم به , بل إنني لا أتمكّن من معرفة ما قمت به إلا بعد مدّة من الزّمن.." لأنّه يحيلنا بذلك إلى انخراطه الكلّي في العمليّة التشكيليّة و ليس الى العفويّة و اللاّنظام, و لعلّ ذلك ما جعله يؤكد في العديد من المرّات على الطّابع القصدي لعمله بقوله" إنني أستطيع أن أتحكّم في حركاتي أثناء الرّسم , ليس هنالك مجال للصّدفة".
وفي هذا الإطار بيّنت الدّراسات الحديثة في العديد من العلوم و خاصّة في الرّياضيّات الطّابع القصدي و المنتظم في حركات " جاكسون بولوك", أهمّها دراسة قام بها العالم الفيزيائي المولع بالفنّ " ريشارلد تايلور" في نهاية التّسعينات , بيّن فيها وجود طابع نمطي متكرّر يقوم على بناء أساسه رياضي ( كسري) - - Fractale و يعني ذلك تشكيليّا بانّ الطّابع البنائي ل" بولوك " يتميّز بتوالد الأشكال وفق معادلات كسريّة هندسيّة تولّد الشّكل فتجزّأ المساحة لتقسّمها إلى أجزاء يكون كلّ جزء منها نسخة من المجموع. و يمكن مشاهدة هذا البناء النّمطي المتكرّر في العديد من الأشكال الطّبيعيّة كأوراق الأشجار أو الجبال...الخ. -
ولتقريب الصّورة أكثر يمكننا دراسة " منحنيات فون كوش" الذّي تناول طريقة تكوين قطعة صغيرة من الثّلج: بناء يتوالد فيه الشّكل من البسيط إلى المركّب, الذّي بدوره يحيلنا كلّ جزء منه إلى شكله الأوّلي.
مكّنت هذه الدّراسة الهامّة من دحض آراء العديد من النقّاد الذيّن لم يروا في عمل " بولوك" سوى مجرّد آثار لحركات عفويّة يمكن لأي إنسان القيام بها, بل و يبيّن الطابع الأستباقي " لبولوك" على المجال الرّياضي لأن علم الأشياء ذات الطّابع النمطي المتكرّر (Fractale) لم يظهر إلا في الستّينات بواسطة العالم الرّياضي " بينوا موندالبرو" الذّي تناول الأشكال الطبيعيّة بالدّراسة معتبرا بأنّها تبدوا عند رؤيتها عن بعد بأنها أشكال بسيطة قد نتبيّن منها النقطة و الخطّ و المستطيل و الدّائرة و المربّع ... وهو ما يمكن وصفه و دراسته من خلال الهندسة الاقليديّة , لكن عندما نلاحظ هذه الأشكال من قرب سنكتشف أنها ستصبح أكثر تعقيد فهي في الحقيقة متقطّعة و منكسرة الإحاطة, تكوّن بنى متفرّعة و متشعّبة وهو ما لا يمكن وصفه بواسطة الهندسة العاديّة.
فعندما نعود الى الهندسة الاقليديّة نلاحظ تقسيمها للأشكال الطّبيعية إلى أربعة: شكل غير مرئي يتميّز ببعد يساوي الصفر , أشكال تتميّز ببعد واحد مثل الخطّ ( طول دون عرض), ثمّ الأشكال الثّنائيّة الأبعاد و الثّلاثيّة الأبعاد, وهي تختلف في ذلك عن بعد هندسة الأشكال ذات الطّابع النمطي المتكرّر الذّي يمكّننا من الحصول على عدد يضبط درجة اللاّ انتظام و التجزؤ في نوعيّة من الأشكال المركّبة.
و في نفس هذا الأطار لم تتمكّن الشّركة القائمة على أعمال الفنّان ( بولوك- كرازنر) من التعرّف على أصليّة الأربعة و عشرين عمل فنّي التّي وقع اكتشافها سنة 2003 إلا من خلال هذا العلم الهندسي الذّي بيّن أنّ ستّة منها غير أصليّة الشيء الذّي دعّمت أبحاث العالم الفيزيائي " ريشارلد تايلور" التّي بيّنت أنّ أعمال "جاكسن بولوك" رغم تنوّعها حافظت على نفس التّركيبة النّمطيّة المتكرّرة.
انّ التّجربة التّشكيليّة ل"جاكسون بولوك" لا تنطلق من الفراغ بل و تقوم على نظرة خاصّة للعالم و للأشكال الموجودة فيه تجسّمت في مسار علائقي خاصّ لا يقوم على حركة عفويّة و إنما على فعل هادف و حركة مقصودة و أثر يحوي رؤية خاصّة للعالم
No comments:
Post a Comment