تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس مساء السبت 8 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن زارت الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وذلك في إطار جولة لها في الشرق الأوسط. وكانت رايس حثت الفلسطينيين والإسرائيليين خلال مؤتمرٍ صحفي عقدته في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الإستمرار في عملية السلام وتعزيز مسار أنابوليس.
من جانبه أكد عباس على أن الجانب الفلسطيني سيواصل المفاوضات، وقال " لن نضيع الوقت وسنستمر في الحديث عن جميع القضايا، وستمضي فرق المفاوضات في عملها كالمعتاد".
كما أشارت رايس الى أن بناء المستوطنات يؤثر سلبيا على سير المفاوضات ولابد أن تساعد التصرفات على إعادة بناء الثقة بين الطرفين.
وقالت رايس إن إدارة بوش عملت منذ مجيئها على إحلال السلام في الشرق الأوسط عن طريق اطلاق المفاوضات والتي أكدت حرص الجانبين على التوصل إلى سلام شامل قائم على فكرة الدولتين المستقلتين.
وقالت إنه واستنادا إلى رغبة الفلسطينيين والاسرائيليين في السلام فإن هذه الفكرة سيمكن تحققيقها مستقبلا.
وقالت إن هناك أسسا أخرى تم الاتفاق عليها في مؤتمر أنابوليس ومنها العمل على تحسين حياة الشعب الفلسطيني وبناء المؤسسات الديموقراطية في دولة فلسطين والعمل من أجل اصلاح الأجهزة الأمنية ورفع مستوى أدائها، وأضافت "إنني أتطلع لزيارة جنين التي تعد نموذجا للعلاقة بين توفير الأمن الفلسطيني ومكافحة المتطرفين".
من ناحيته شكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية والدعم المادي والسياسي للشعب الفلسطيني الذي يتطلع للعيش الهانئ في دولة مستقلة. وقال إن الجانب الفلسطيني سيستمر في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي إلى أن تأتي الانتخابات، وأضاف " لن نضيع الوقت وسنستمر في الحديث عن جميع القضايا، وستمضي فرق المفاوضات في عملها كالمعتاد"
وتأتي هذه الزيارة لتعزيز التقدم الذي تم إنجازه في سبيل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإعداد ورقة تفصيلية تسلم للإدارة الأمريكية الجديدة عن نقاط الاتفاق والاختلاف في المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
رايس: يستحيل الوصول حل دائم بين الطرفين قبل نهاية العام الحالي.
وكانت رايس شددت يوم الخميس 6 نوفمبر/تشرين الثاني خلال مؤتمر صحفي مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني، على ضرورة إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن رايس أكدت أنه من المستحيل الوصول إلى حل دائم بين الطرفين قبل نهاية العام الحالي.
وأضافت رايس قائلة: "ان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن يحل بشكل نهائي لأنه من المهم للفلسطينيين أن يعيشوا على أرضهم ومن المهم للإسرائيليين أن يعيشوا جنبا إلى جنب مع جار ديمقراطي. الولايات المتحدة ملتزمة بتحقيق هذا الهدف وأنا شخصيا سأظل ملتزمة بذلك حتى آخر يوم لي في منصبي".
وقد التقت وزيرة الخارجية الأمريكية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته إيهود أولمرت، وذلك في إطار جولة تقودها إلى الاراضي الفلسطينية والأردن ومصر لتهيئة اجواء محادثات السلام في المستقبل.
الإدارة الحالية فاشلة ولن تحقق شيئا فيما تبقى من أيامها
قال المحلل السياسي السيد أحمد رفيق عوض إن الادارة الأمريكية الحالية فاشلة بكل المقاييس، وتتعرض كل يوم لانتقادات واسعة على مستوى السياسة الخارجية سواء في العراق أو في أفغانستان أو في مناطق أخرى.
وتحاول الإداراة الحالية في الأيام المتبقية أن تستثمر جهودها في ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي آملة أن تحقق إنجازا يحسب لها قبل مغادرتها. وهذا الامر مستبعد كون هذه الاداراة أخفقت على مدى السنوات الثمان. ومالم تتمكن من تحقيقه في تلك المدة الطويلة فلن تفلح في تحقيقه في زيارة أو زيارتين، وحتى اليمين الاسرائيلي الذي دعمته الادارة الحالية لم ولن يعطيها بارقة أمل في التوصل إلى ما قد يعد إنجازا لها على صعيد السياسة الخارجية.
وأضاف أحمد عوض إنه ليس لدى الاسرائيلين والفلسطينيين ورايس ما يمكن أن "يبيعه أحدهما للآخر" وعلى الأرجح فستكون هناك محاولة للضغط على الفلسطينيين باعتبارهم الحلقة الأضعف، أما الضغط على إسرائيل فهو غيرممكن، فالعلاقات الخفية والعلنية بين أمريكا وأسرئيل لا تعد ولاتحصى ولم نتعود أن نرى إدارة أمريكية تضغط على الإسرائيليين.
وراى أحمد عوض أن التصعيد الاسرائيلي رسالة موجهة بالدرجة الاولى إلى الناخب الاسرائيلي، فكل طرف في السباق الانتخابي يسعى لاقناع الشعب بأنه الاقدر على تحقيق الأمن والحفاظ على المصالح الاسرائيلية، كما إنها محاولة لخلط الاوراق وإفساد الحوار في البيت الفلسطيني.
من جهته شكك حسن أبو طالب نائب مدير مركز الأهرام في اتصال مع "روسيا اليوم" بأهداف الزيارة وقال أنه بالنظر الى الظروف التي تمر بها المنطقة من تطورات في السياسة الاسرائيلية بما فيها الانتخابات المبكرة ناهيك عن حالة الانقسام الفلسطيني، كلها عوامل تجعل من زيارة وزيرة الخارجية الامريكية للمنطقة رمزية ولاتحمل أي اضافة فعلية على العملية السلمية.
ويعتقد أبو طالب أن هذه الزيارة تندرج في إطار التذكير الأمريكي للعالم بحرص واشنطن والتزامها بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط كما انها تتصل باجتماع اللجنة الدولية الرباعية وبالتالي فهي لاتمت بصلة الى مايتناوله البعض من كونها تهيئة أجواء للرئيس المقبل أوباما.
No comments:
Post a Comment