أسواق العالم تتجمّد بعد إصابتها بـ شح السيولة

عواصم - الوكالات: دخلت البنوك المركزية في مختلف ارجاء العالم في تحد جديد لتلبية الطلب على السيولة أمس، بعد أن أغلقت السلطات الأميركية بنك ميوتيوال أكبر مصرف أميركي للمدخرات والقروض، وتعثرت خطة انقاذ طرحها البيت الأبيض بقيمة 700 مليار دولار. بعد تقدم الجمهوريين يؤيدهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية جون ماكين بمقترحات بديلة لرؤية البيت الأبيض.

تجمّد الأسواق

وقال كلوديو بيرون المحلل في جيه.بي.مورغان في سنغافورة «السوق مجمدة في الوقت الراهن.. نحن في مرحلة تنقص فيها السيولة بدرجة تجعل الأسعار تفقد فائدتها كمؤشر. وهذا في حد ذاته يبعث على القلق.»، وفي التعاملات المبكرة في لندن سجل سعر الاقتراض فيما بين البنوك بالدولار لمدة ثلاثة أشهر الحد الاقصى لنطاق تراوح بين 3.7 و4.8 بالمئة. وقالت بنوك في سنغافورة إن أموال ليلة بالدولار ظلت تتبادل بسعر ما بين 2.5 و3.5 بالمئة في اسيا.

وزادت الاضطرابات بعد ان عطل الجمهوريون بالكونغرس خطة وزير الخزانة هنري بولسون، لشراء الديون المعدومة من البنوك وطرحوا بدلا من ذلك فكرة خاصة بهم تتعلق بالتأمين على الرهون العقارية، ما أثار الشكوك حول خطة الانقاذ برمتها. وفي حين تمتنع البنوك التجارية في كل مكان عن تقديم السيولة ومنح القروض ازداد تدخل البنوك المركزية لملء هذا الفراغ. وزاد من نقص السيولة في الأسواق امتناع البنوك عن تقديم اموال قصيرة الاجل قبل ان تغلق دفاترها للربع الثالث من العام الأسبوع المقبل.

وتدخلت البنوك الثلاثة الأوروبية الكبرى، وهي البنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا والبنك الوطني السويسري بتصعيد جهودها لتخفيف ضغوط التمويل قرب نهاية هذا الربع من العام. وقال المركزي الأوروبي انه سيضخ 35 مليار دولار إضافية ووعد بنك انجلترا بضخ 30 مليار دولار زائد موارد إضافية بالاسترليني وعرض البنك السويسري تسعة مليارات دولار.

وطرح بنك استراليا المركزي أول عمليات إعادة شراء له على الإطلاق بالدولار الأميركي وتم على الفور استيعاب 10مليارات دولار طرحها في السوق المتعطشة للسيولة بسعر 3.165 بالمئة وهو اعلى بكثير من ادنى سعر شراء وهو 2.35 بالمئة. وفي كوريا الجنوبية، قالت وزارة المالية انها ستضخ عشرة مليارات دولار أو أكثر في السوق المحلية حتى منتصف اكتوبر لتجنب نقص التمويل بالدولار. الى ذلك قال البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش يفضل الخطة التي صاغها وزير الخزانة هنري بولسون لإنقاذ النظام المالي الاميركي، وذلك في الوقت الذي ظهر اقتراح جديد في الكونغرس لمعالجة الازمة. وتنص الخطة البديلة على ان تقدم الحكومة الاميركية تغطية تأمينية لنحو نصف جميع الاوراق المالية المدعومة برهون والتي لا تشملها التغطية حاليا. وقال فراتو «نعتقد ان خطة الوزير بولسون هي أفضل خيار لحل المشكلة»، مشير الى الاقتراح الذي يتضمن شراء الحكومة للأصول غير السائلة في ميزانيات الشركات المالية والاحتفاظ بها لحين إمكان بيعها في موعد لاحق.

وفي هذا الاطار واصلت الاسهم الاوروبية انخفاضها الحاد في المعاملات الصباحية أمس ومنيت أسهم البنوك بخسائر كبيرة لاستمرار الغموض الذي يكتنف خطة الحكومة الاميركية وانهيار مؤسسة واشنطن ميوتيوال. وارتفع سعر الذهب بدعم من العوامل ذاتها وفي الساعة 0700 بتوقيت غرينتش بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 876.80 - 878.50 دولارا للاوقية (الاونصة) بالمقارنة مع 875.70 دولارا في أواخر المعاملات في نيويورك يوم الخميس. وقفز سعر صرف الين الياباني منخفض العائد مقابل اليورو الاوروبي والدولار الاميركي مع هروب المستثمرين من الاصول مرتفعة المخاطر.

يذكر ان الأزمة المالية العالمية تفجرت يوم 14سبتمبر الجاري بعد اعلان افلاس بنك ليمان براذرز -رابع اكبر البنوك الأميركية- افلاسه، بعد فشله في الخروج من أزمة الرهون العقارية، التي تعصف بالأسواق منذ نحو عامين. 

أسواق العالم تتجمّد بعد إصابتها بـ شح السيولة